الرافع
الرافع سبحانه هو الذى يرفع اوليائه بالنصر ، ويرفع الصالحين بالتقرب ، ويرفع الحق ،
ويرفع المؤمنين بالإسعاد
والرفع يقال تارة فى الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرها ،00
كقوله تعالى ( الذى رفع السموات بغير عمد ترونها ) ،
وتارة فى البناء إذا طولته كقوله تعالى00
( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ) ،
وتارة فى الذكر كقوله تعالى00
( ورفعنا لك ذكرا " ) ،
وتارة فى المنزلة اذا شرفتها كقوله تعالى00
( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات )
المعز
المعز هو الذى يهب العز لمن يشاء ، الله العزيز لأنه الغالب القوى الذى لا يغلب ،
وهوالذى يعز الأنبياء بالعصمة والنصر ، ويعز الأولياء بالحفظ والوجاهه ،
ويعز المطيع ولو كان فقيرا ، ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا
وقد اقترن اسم العزيز باسم الحكيم ..والقوى..وذى الأنتقام ..والرحيم ..والوهاب..والغفار
والغفور..والحميد..والعليم..والمقتدر..والجبار .
وقد ربط الله العز بالطاعة، فهى طاعة ونور وكشف حجاب ، وربط سبحانه الذل بالمعصية ،
فهى معصية وذل وظلمة وحجاب بينك وبين الله سبحانه،
والأصل فى اعزاز الحق لعباده يكون بالقناعة ، والبعد عن الطمع
المذل
الذل ما كان عن قهر ، والدابة الذلول هى المنقادة غير متصعبة ، والمذل هو الذى يلحق الذل
بمن يشاء من عباده ، إن من مد عينه الى الخلق حتى أحتاج اليهم ، وسلط عليه الحرص حتى
لا يقنع بالكفاية ، واستدرجه بمكره حتى اغتر بنفسه ، فقد أذله وسلبه ، وذلك صنع الله تعالى ،
يعز من يشاء ويذل من يشاء والله يذل الأنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو بالاحتياج
الى سواه ، ما أعز الله عبد بمثل ما يذله على ذل نفسه ، وما أذل الله عبدا بمثل ما يشغله بعز نفسه ،
وقال تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
السميع
الله هو السميع ، أى المتصف بالسمع لجميع الموجودات دون حاسة أو آلة ،
هو السميع لنداء المضطرين ، وحمد الحامدين ، وخطرات القلوب وهواجس النفوس
و مناجاة الضمائر ، ويسمع كل نجوى ، ولا يخفى عليه شىء فى الأرض أو فى السماء ،
لا يشغله نداء عن نداء، ولا يمنعه دعاء عن دعاء
وقد يكون السمع بمعنى القبول كقول النبى عليه الصلاة والسلام :
( اللهم إنى أعوذ بك من قول لا يسمع ) ،
أو يكون بمعنى الإدراك كقوله تعالى
( قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها ) .
أو بمعنى فهم وعقل مثل قوله تعالى
( لا تقولوا راعنا قولوا نظرنا واسمعوا ) ،
أو بمعنى الانقياد كقوله تعالى
( سماعون للكذب)
وينبغى للعبد أن يعلم أن الله لم يخلق له السمع إلا ليسمع كلام الله الذى أنزله على نبيه
فيستفيد به الهداية ، إن العبد إذا تقرب الى ربه بالنوافل أحبه الله فأفاض على سمعه نورا
تنفذ به بصيرته الى ما وراء المادة