اللطيف
اللطيف فى اللغة00 لها ثلاث معانى 0
الأول : أن يكون عالما بدقائق الأمور ،
الثانى : هو الشىء الصغير الدقيق ،
الثالث : أطيف إذا رفق به وأوصل اليه منافعه التى لا يقدر على الوصول اليها بنفسه .
واللطيف بالمعنى الثانى فى حق الله مستحيل ،
وقوله تعالى00 ( الله لطيف بعباده )
يحتمل المعنين الأول والثالث ، وإن حملت الآية على صفة ذات الله كانت تخويفا
لأنه العالم بخفايا المخالفات بمعنى قوله تعالى
( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ) .
والله هو اللطيف الذى اجتمع له الرفق فى العقل ، والعلم بدقائق الأمور وإيصالها لمن قدرها له
من خلقه ، فى القرآن فى أغلب الأحيان يقترن اسم اللطيف باسم الخبير فهما يتلاقيان فى المعنى
الخبير
الله هو الخبير ، الذى لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء ، ولا تتحرك حركة إلا00
يعلم مستقرها ومستودعها
والفرق بين العليم والخبير ، أن الخبير بفيد العلم ، ولكن العليم إذا كان للخفايا سمى خبيرا .
ومن علم أن الله خبير بأحواله كان محترزا فى أقواله وأفعاله واثقا أن ما قسم له يدركه ،
وما لم يقسم له لا يدركه فيرى جميع الحوادث من الله فتهون عليه الأمور ،
ويكتفى بأستحضار حاجته فى قلبه من غير أن ينطق لسانه
الحليم
الحليم لغويا : الأناة والتعقل ، والحليم هو الذى لا يسارع بالعقوبة ، بل يتجاوز الزلات
ويعفو عن السيئات ، الحليم من أسماء الله الحسنى بمعنى تأخيره العقوبة عن بعض المستحقين
ثم يعذبهم ، وقد يتجاوز عنهم ، وقد يعجل العقوبة لبعض منهم
وقال تعالى 00
( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) .
وقال تعالى عن سيدنا إبراهيم00
( إن ابراهيم لحليم آواه منيب ) ،
وعن إسماعيل 00
( فبشرناه بغلام حليم ) .
وروى أن إبراهيم عليه السلام رأى رجلا مشتغلا بمعصية فقال ( اللهم أهلكه ) فهلك ،
ثم رأى ثانيا وثالثا فدعا فهلكوا ، فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه فأوحى الله اليه :
قف يا إبراهيم فلو أهلكنا كل عبد عصا ما بقى إلا القليل ، ولكن إذا عصى أمهلناه ، فإن تاب قبلناه ،
وإن أصر أخرنا العقاب عنه ، لعلمنا أنه لا يخرج عن ملكنا